إن ارتباط الفنون بحياة الإنسان فى يومه وغده جعلته دائم البحث والتنقيب عن الأساليب الملائمة والمبتکرة لتعبيره ، يکشف من خلالها عن قيم جديدة تساعده على دفع وتطوير القيم الأصيلة ذات الطابع المميز والفريد ، معتمدا فى ذلک على ما تحويه لغة الفنون من عمليات إبتکارية . (حمدان ، 2013)
تزايد فى الآونة الأخيرة الاقتناع بدور التکامل بين مجالات الفنون ، بحثا وراء ابتکارات فنية جديدة تثرى الحرکة الفنية ، حيث کان للعلم والتکنولوجيا أثرهما على إثارة خيال الفنان المعاصر فذابت الفوارق بين مختلف الفنون ، وأصبح هدف الفنان الرئيسى هو الوصول للقيمة الفنية والجمالية من خلال فتح آفاق جديدة للإبداع والإبتکار.
ولقد تناول هذا البحث التکامل بين نوعين من الفنون التشکيلية وهما :- فن النسيج ، وفن تصميم الأزياء حيث أنه من المعروف أن فن النسيج يعتمد على بناء المنسوجة الثنائية الأبعاد من خلال تعاشق فتلتى السداء واللحمة (وما ينتج عن اختلافهما من تأثيرات لونية) ، وفن تصميم الأزياء يتسع ليتضمن الأسلوب البنائى للعمل الفنى وکيفية توظيف الخامة النسيجية فى نوعيات لمنتجات ملبسيه جديدة ومبتکرة .
وتعتبر العملية التصميمية من العمليات المعقده لتعدد متغيراتها وتنوع توظيفها واتساع مجال المعالجة حيث لم تعد مجرد معالجة الشکل الخارجي للمنسوج ، وانما اصبحت عملية تعالج المنتج بدءاً من الخامات ونسب الخلط والغزل ، وسمک الخيوط ، والتسدية وترتيباتها ، ونظم اللقي والترکيبات البنائية ذلک إضافة إلى عوامل اللون والتشکيل الفني لزخارف السطوح . (عبد الباقي ،2001)
لذا أتجه البحث إلى إبتکار تصميمات فنية مقترحة ومتنوعة لإثراء القيم الفنية والجمالية للشکل النسجى لأقمشة المفروشات ، مستفيدا من مجال تصميم الأزياء فى إبتکار تصميمات من بعض أقمشة المفروشات والتى تصلح لعمل ملابس خارجية للمرأة تصلح لفترة المساء والسهرة تجمع بين المتانة والأناقة ومظهرية السطح الجميل المستمد من التقنيات النسيجية المختلفة إلى جانب التجسيم المعتمد على البناء التصميم للملبس .
حيث تمثل التراکيب البنائية منظومات هندسية تقوم على اسس العد الرياضي حتى لا تحدث عيوب في رقعة المنسوج ، ولم تقف مهام هذه التراکيب البنائية عند حدود التماسک فقط وإنما تعدت هذا الدور لتصبح لها عطاء فني تشکيلي يمکن توظيفه حسب انواع الزخرفة السطحية حتى انه يمکن تحويل التصميم من مجرد زخارف سطحية الى هيئه بنائية اقرب ما يکون الى فن الجرافيک اضافة الى التأثيرات الملمسية ذات الاحجام المختلفة ، ومن ثم يمکن اعتبار التراکيب البنائية والنسجية نوع من اسس التصميم وعناصره التي يمکن توظيفها لتعميق القيم الجمالية والتشکيلية في تصميم المنسوجات. (عبد الباقي ،2001)
وظفت هذه القيم الملمسية والجمالية في انتاج طبقتين من النسيج المزدوج الساده کحد ادنى من عدد الطبقات باستخدام نول ذو اربع درأت ، ولعمل نسيج متعدد من اربع طبقات يکون على نول من ثمانية درأت. (Held,2004 )