وعى المعاقين حرکياً بالمعايير السکنية الآمنة وعلاقته بالرضا عن الحياة

نوع المستند : الأوراق العلمية البحثية الأصلية

المؤلفون

قسم إدارة مؤسسات الأسرة و الطفولة - کلية الاقتصاد المنزلي - جامعة حلوان - القاهرة - مصر

المستخلص

    لقد نال مجال الإعاقة في السنوات الأخيرة اهتماما ً کبيرا ًفي المجتمعات المتقدمة و النامية  على حد سواء نظرا ً لأهمية فئة المعاقين في المجتمع ، لذلک اهتم کثير من الباحثين بدراسة أساليب التعامل معهم وکيفية توفير الرعاية لهم ، لأنهم أشد حاجه لمد يد العون والمساعدة ، خاصة بعد أن تغيرت نظرة المجتمع إلى هؤلاء الأفراد  وتحولت من اعتبارهم عالة اقتصادية على مجتمعاتهم إلى اعتبارهم جزء من الثروة البشرية ، بل أن العناية بهم تعتبر قيمة اقتصادية وأخلاقية من حيث کونهم عناصر وطبقات تزيد الدخل القومي ، مما يحتم تنمية هذه الثروة والاستفادة منها إلى أقصى قدر ممکن  إيمان حافظ ( 2006 ) ،  وغادة أحمد ( 2007 ).
    فالمعاق هو إنسان قبل أن يکون معاقاً بغض النظر عن درجة إعاقته وطبيعتها ، فله حقوق وعليه واجبات ، شأنه في ذلک شأن کل شخص ، وله الحق أن يعيش في مجتمع متقدم يکفل له الحرية الاجتماعية والأمان السکنى ويتيح له الفرصة المتکافئة للجميع وبدون تمييز ، ويحترم القيم الاجتماعية والإنسانية لأفراده (رائد أبو الکأس،2008).
   ويشير أشرف عبد القادر ( 2005 ) إلى أن المعاقين حرکيا ً من الفئات التي تحتاج إلى رعاية خاصة، حيث ينظرون إلى الحياة بنظرة مختلفة عن الآخرين وتتأثر نظرتهم للحياة بظروف الإعاقة وما يحصلون عليه من دعم من قبل الآخرين في الأسرة أو المجتمع. وتحتاج هذه الفئات المهمة إلى خدمات تساعدهم على التوافق.
     فالإعاقة بصفة عامة، والإعاقة الحرکية بصفة خاصة من المشکلات المتجددة التي يثار موضوعها في کل وقت وحين لما تسببه من معاناة للأشخاص المعاقين ولأسرهم، ويوصي المتخصصون بضرورة وضع الأساليب والوسائل المساعدة وتوفير البيئة التي تسهل على المعوقين الحرکة والتنقل وفهم المعوقات البيئية المحيطة بالأشخاص ذوي الإعاقة والتي تحد من مشارکتهم الفعالة في المجتمع ((Exeter City Council, 2011.
    ولخلق بيئة مناسبة للفرد المعاق حرکيًا نابضة بالحياة فيجب خلق بيئة تتناسب مع قدراته وکفاءاته، لذا فهناک حاجه ماسه للتفهم و الخبرة لتصميم و تنسيق مسطحات المعيشة الداخلية وتأثيثها بحيث تتناسب مع مختلف مستويات الإعاقة. لذلک فإن تصميم المسکن له تأثير دائم على طبيعة حياة المعاق حيث يقضى معظم أوقاته داخل مسکنه ينزع بذلک الأثر الإجتماعي أو السيکولوجي المصاحب للإعاقة في الوقت الحاضر ، ولکنه يمکن أن يمد أو يضيف إلى المسکن کل ما يؤمن الراحة ويشبع الحاجة والأمان ( يحيي عبد الحميد ،1997)  
    فلم تعد أهمية المسکن تکمن في کونه مأوي فقط بل زادت أهميته وأصبح من الضروري أن يفي بحاجات الإنسان کلها ، إلا أن المساکن غير الملائمة و التي لا تفي باحتياجات الأفراد تحد من فرص التفاعل الإجتماعى الإيجابي مع الآخرين ( نادية أبو سکينه ، وئام معروف،2011). فالکفاءة السکنية ضرورية في تحقيق الخصوصية والوظيفة والمرونة في التصميم سواء للميزات الداخلية أو الخارجية (سمية حسن ،1998)
     وقد أثبتت دراسة کل من رجائي حسين ( 1982 ) ، و مايسه فتحي ( 1992 ) أن تصميم بيئة المعاق يؤثر على تکيفه السکنى و يزيد من کفاءة ممارسته للأنشطة اليومية ويؤثر أيضا ً على تکيفه الإجتماعي واندماجه في المجتمع وعلى مستوى رضاه وتقبله لذاته وللآخرين، وعلى هذا فإن الشخص المعاق بمقدوره القيام بالکثير من الأعمال التي يقوم بها الأشخاص العاديين إذا توفرت له الظروف المناسبة .
   و أکدت دراسة يحيى عبد الحميد ( 1997 ) ، (Perch,1993) على أنه تقل کفاءة أداء المعاق للعمل في حالة عدم ملاءمة التصميم الداخلي للمسکن لأبعاد ومقاييس الجسم ، بالإضافة إلى نقص التدابير والاحتياجات الخاصة بالمعوقين في المباني.
وبدراسة متطلبات الفرد المعاق حرکيا في تصميمات العمارة الداخلية يجب مراعاة فروق السن و مقاسات الجسم من فرد إلى آخر واختلافات مستوى الإعاقة نفسها و على المصمم أن يجعل من التصميمات لوحدات العمارة الداخلية شيئا ً يسهل الوصول إليه.حيث المرونة و التکيف على أن يندمجا بقدر الإمکان ، وأن يکون الأمان والراحة هما المبدأ الأساسي في التصميم ، على أن تکون الصفات البدنية لقاطني السکن في الاعتبار الأول  مما يحقق له درجة مناسبة من الرضا Goldsmith, 1994)).
   وإذا کان الرضا عن الحياة يعنى قدرة الفرد على التکيف مع المشکلات التي تواجهه والتي تؤثر على سعادته فلابد للفرد المعاق حرکياً أن يتفاعل مع مجتمعه وأن يشعر بتقديره لذاته. فقد أکدت الدراسات على وجود علاقة موجبة بين الرضا عن الحياة وتقدير الفرد لذاته وکذلک على صحته النفسية السليمة(Hong& Giannak1994 )، کما وجدت علاقة إرتباطية بين الرضا عن الحياة والشعور بالوحدة والعزلة وکذلک الاکتئاب والقلق (مجدي الدسوقي ،1999) ، وأکد القاسم مرضى( 2011) أن العناصر الأساسية في خلق السعادة هي نفسها بالنسبة للأشخاص الأسوياء ، والمعاقين ، فهي تحقق له الرضا عن ذاته ، وعن حياته . وتشير أماني عبد الوهاب ( 2006) أن الرضا عن الحياة يرتبط بالجانب المعرفي لدى الفرد وليس بالجوانب الانفعالية والعاطفية .

الموضوعات الرئيسية