نوع المستند : الأوراق العلمية البحثية الأصلية
المؤلفون
قسم الملابس والنسيج - کلية التصاميم – جامعة أم القرى - المملکة العربية السعودية
المستخلص
ان من أول العبادات التي فرضها الله على المسلمين الصلاة, إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِکْرِي (طه,١٤)وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة,واخر وصية أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم,ومن بليغ إعجازه سبحانه وتعالى ورود لفظ الصلاة في القرآن الکريم خمس مرات على عدد الصلوات الخمس (القرآن الکريم) وإن لتکرارها خمس مرات في اليوم فوائد دينية,لما فيها من الأجر والفضل الکريم.وبدنية؛ فالمسلم حين يؤدي الصلاة فهو يقوم بتمارين تشمل جميع البدن,من الرأس إلى القدمين(الطرشه،2005م) .
وذکر عبد العزيز(2005م) إن اللباس من نعم الله التي خص بها الإنسان من بين المخلوقات؛ليستر به عورته,وليواري سوءته,يحفظ کرامته,يتجمل به في حياته,ويستر به بعد مماته. يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْکُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِکُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِکَ خَيْرٌ ذَلِکَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّکَّرُونَ (الأعراف،26).
إن طُرُز الثياب ليست من الأمور التعبدية التوقيفية؛بل هي من قضايا المعاملات التي تدور مع علتها,وتحکمها مقاصد الشريعة.کما إنها من أمور العادات التي تختلف باختلاف الزمان والمکان,فأي طراز يحقق الستر بشروطه الشرعية,ويکون مع الستر مناسباً للمناخ السائد من ناحية,ومعينًا على يُسْر الحرکة من ناحية أخرى,فهو مقبول شرعاً ( أبو شقة،2002م).
ولمٌا کانت الصلاة عبادة ربانية,وصلةً بين العبد وربه,يلتقي فيها العبد مع معبوده,الحبيب مع محبوبة کان من تعظيم الله تعظيم الصلاة,وتأکيد التزين لها بالملابس,والتطيب,وغيرهما قال الله تعالي: يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَکُمْ عِنْدَ کُلِّ مَسْجِدٍ وَکُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف،31) .
وقد ميز الله المرأة المسلمة الحرة بلباس الصلاة عن غيرها من النساء,وإن لهذا اللباس شروطاً خاصةً,تميزه عن غيره من الملابس.فقد أمر الله تعالى أن يکون هذا اللباس ساتراً,فعن أم سلمة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم:(أتصلى المرأة في درع وخمار وليس عليها إزار؟فقال : إذا کان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها) رواه أبو داود (الحيد،2006م).
وفي حديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) رواه أبوا داود.استدل به علي وجوب ستر المرأة لرأسها وعورتها حال الصلاة,وبما لا يصف بشرتها,وأن قوله(لا يقبل)صالح للاستدلال به على الشرطية؛کما قيل. (الجوزي،2003م).
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من السدل في الصلاة,وهو أن يلتف بثوبه ويداه داخل الثوب.فعن أبي هريرة رضي الله عنه,أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه)رواه مسلم .
ولحديث مسلم:(أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلى في خميصة ذات أعلام - أي خطوط ورسوم في الثوب – فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال : اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة وائتوني بأنبجانية – أي ثوب منسوب إلى أنبجان وهو ثوب عادي – فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي) رواه مسلم.فتکره الصلاة في الثياب المزرکشة,أو التي فيها ما يُشغل الإنسان ويلهيه عن صلاته (الصابوني،2002م)
ونلاحظ أن لباس الصلاة في صدر الإسلام کان يعتمد على الاشتمال بلف الثوب حول الجسد أو جزء منه( مجمع اللغة العربية،1980م )
ومما هو جدير بالذکر أن التشکيل لم يقتصد على أزياء الحضارات القديمة؛بل امتد إلى الأزياء العربية قبل الإسلام وبعدة, فأدخل عليها بعض التعديلات.فجاء الزي العربي في صدر الإسلام معتمدا على أسلوب الأشتمال أو التشکيل,الذي يحقق ستر العورة لاتقاء الفتن,ومنها ما ورد ذکره في القرآن الکريم.
وقوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (النور،31) أستدل به على أن الخمار هو ما يخمر به؛أي تغطى به المرآة رأسها,وعنقها؛ونحورها.التي تسميها الناس المقانع (إبراهيم ،2002م).
الموضوعات الرئيسية