أسباب عدم مساهمة المرأة الليبية في قوة العمل الاقتصادي دراسة ميدانية ببلدية طرابلس

تشير الاحصائيات الوطنية إلى أن المرأة  في ليبيا قد حققت تقدماً وتحسناً نسبياً في أوضاعها التعليمية والمهنية. وعلي الرغم من تساوي معدلات التحاق الاناث بمؤسسات التعليم المختلفة مقابل معدلات التحاق الذکور، إلا أنهن لا زلن دون المستوى المطلوب للعمل في الأنشطة الاقتصادية المختلفة بالبلاد. ولشجيع المرأة الليبية على ممارسة العمل الاقتصادي للمساهمة في حرکة التنمية الشاملة بالمجتمع، استهدف هذا البحث التعرف علي الأسباب التي تمنع مشارکة عينة من النساء في سوق العمل واقتراح مجموعة من التوصيات لتحسين نسبة مشارکتها فيه.
لقد بينت نتائج البحث الميداني الذي أجرى بمنطقة عين زاره جنوبي طرابلس أن عينة البحث قد شملت 50 امرأة تمت مقابلتهن بأسلوب العينة العشوائية البسيطة من سجلات مدارس التعليم الأساسي بالمنطقة (محلة الفرناج ومحلة الحرية). وبينت نتائج تحليل بيانات استمارة المقابلة أن العينة قسمت إلى فئة متزوجات (23 امرأة) وغير متزوجات (27 امرأة). وأن متـوسط عمـرهن بلغ (34.98سنة). وتحصلت على مستوى تعليم ثانوي أو أعلي أکثر من نصف العينة (النسبة 60% مع وجود اختلافات معنوية بينهن). کما بينت النتائج أن الأسباب الرئيسية التي تمنع الکثير من النساء في المجتمع من ممارسة عمل إقتصادي ترجع إلى عدم موافقة الزوج أو الأب بالنسبة إلى ممارسة المرأة للعمل خارج المسکن والاکتفاء برعاية شؤون الأسرة. کما بينت بعض المستبينات أن عدم ممارستهن لعمل اقتصادي يرجع إلى عدم وجود مجالات عمل مناسبة لقدراتهن بالمنطقة، وأن وجود أطفال صغار في الأسرة مع القيام بالمهام المنزلية يعتبر من المشاکل الرئيسية التي تمنع الأمهات من ممارسة مهنة خارج المسکن، ومن التوصيات التي تم التوصل إليها ضرورة دعم الجهود الخاصة بالتعليم والتدريب المهني لتنمية قدرة المرأة على ممارسة الانتاج المنزلي، دعم برامج الأسرة المنتجة کعامل رئيسي في عملية التنمية الليبية لأنها توفر عملاً للمرأة في بيتها وبحسب ظروفها الشخصية. مع دعم البرامج الخاصة بالتثقيف الإجتماعي والمهني بالإذاعة المرئية والمسموعة، وتوضيح التأثير الإيجابي لعمل المرأة علي رفاهية الأسرة، إلى جانب إثارة وعي جميع أفراد الأسرة حول ضرورة مشارکة القادرين على العمل منهم لتلبية احتياجاتها.