فاعلية برنامج إرشادي لتنمية وعي المراهقين بآداب لسلوک وعلاقته بالمشارکة المجتمعية

نوع المستند : الأوراق العلمية البحثية الأصلية

المؤلفون

قسم ادارة المنزل والمؤسسات - کلية الاقتصاد المنزلى - جامعة المنوفية - شبين الکوم - مصر

المستخلص

تعتبر مرحلة المراهقة هي مرحله بمثابة ولادة ثانية للإنسان، حيث من الضرورة بناء المراهق بناءاً متوازناً ومتطوراً في جميع وحداته الجسمية والعاطفية النفسية ، کي يکون مراهق يتسم بشخصيه منسجمة وفعال في بناء مجتمعه، ويتضحفي تکوين شخصيته بتعليمه آداب السلوک والتصرف والعادات الحسنة لکي تساعده في تنمية عاداته الحميدة التي تساهم في خدمة المجتمع وتنمية المشارکة المجتمعية لدى المراهق وکان الهدف من البحث دراسة العلاقة بين بعض المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية لمراهقي عينة البحث وکلا من الوعيلدى المراهقين بآداب السلوک بأبعاده والمشارکة المجتمعية بأبعادها ، ودراسة الفروق بين الأبناء المراهقين لأمهات عاملات وغيرعاملات في کل من الوعي بآداب السلوک بأبعاده والمشارکة المجتمعية بأبعاده,وکذلک تخطيط و تطبيق البرنامج الإرشادي المعد لتنمية وعي المراهقين بآداب السلوک بأبعاده والکشف عن الفروق فى أداب السلوک قبل وبعد تطبيق البرنامج.
واشتملت عينة البحث الأولية (200 ) مراهق وعينة البحث التجريبية وتشمل (32)مراهق من المرحلة الإعدادية الصف الأول والثاني والثالث الإعدادية واستخدم المنهج الوصفي التحليلي والمنهج التجريبي في البحث ، واشتملت أدوات البحث على استمارة بيانات أولية للمراهق- استبيان آداب السلوک بأبعاده، استبيان مقياس الوعي بالمشارکة المجتمعية بأبعادها- البرنامج الإرشادي لتنمية وعي المراهقين بآداب السلوک بأبعاده، وتم اختيارعينة الدراسة بطريقة عمديه غرضيه وتم جمع البيانات عن طريق المقابلة الشخصية، بعد جمع البيانات تم تفريغها وتبويبها وجدولتها وتحليلها إحصائيا باستخدام برنامجSPSS.
وأوضحت النتائج وجود علاقة ارتباطيه دالة إحصائياً بين وعى مراهقي عينة البحث الأولية لآداب السلوک مع الآخرين والمشارکة المجتمعية لمراهقي عينة البحث الأولية في المواقف الحياتية الأسرية عند مستوى دلالة 01¸، کما توجد فروق غير داله إحصائيا بين متوسطات درجات مراهقي عينة البحث الأولية الذين ينتمون لأمهات عاملات وغير عاملات فى کل من أداب السلوک والمشارکة المجتمعية، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين وعى مراهقي عينة البحث التجريبية بآداب السلوک بأبعاده قبل وبعد تطبيق البرنامجعند مستوى دلاله01¸ وذلک لصالح البعدى .
وأوصت الدراسة بالاهتمام بإکساب المراهقين في هذه المرحلة آداب السلوک مع أفراد البيئة المدرسية عن طريق المؤسسات التعليمية، نشرالوعى بالمؤسسات التعليمية والنوادي المختلفة عن أهمية آداب السلوک و المشارکة المجتمعية للمراهقين، و يجب على الآباء وخاصة الأمهات تنمية أفکارهم عن آداب السلوک والمشارکة المجتمعية بالممارسة والخبرة الذاتية ويجب عليهم فتح قنوات من الحوار وإمدادهم بالمعلومات المختلفة مع بداية الألفية الثالثة ومع التقدم العلمي والتکنولوجي الهائل الذي يشهده العالم في جميع المجالات، وتعقد الحياة الإنسانية أضعافًا عما کانت عليه، فهذا الواقع الجديد يترتب عليه تداخل وتشابک واضطراب في الأدوارالتي يقوم بها الفرد مما يتعين معه ضرورة تأکيد وترسيخ العلاقات الاجتماعية والسلوکيات الصحيحة بين الفرد ومجتمعه،وبين الفرد ونفسه، بينما يولد الفرد ککائن محايد مزودًا بعدد من الاستعدادات التي تساهم في اکتسابه الصفة الاجتماعية من خلال التعلم الاجتماعي ليصبح کائن اجتماعي بمستويات مختلفة، ويتحول من الکائن البيولوجي إلى کائن اجتماعي وفق مستويات ومعايير واقع ثقافي واجتماعي معين، وهي عملية يشترک فيها عدد من الوسائط والمؤسسات التربوية المجتمعية کالأسرة والمدرسة (فاطمة العامري: 2002: 3) فالفرد هو رمز الحضارة والتقدم، وهو هدف التنمية حيث يقوم المجتمع بمهمة رعاية الفرد من خلال وضع معايير تساعد على تنمية سلوکه السليم في مختلف المواقف الحياتية وتنشئته وإکسابه القيم والاتجاهات إلى جانب تزويدهم بالمعارف والمهارات والخبرات من خلال الأنشطة الاجتماعية والتربوية والنفسية (عصام فتح الباب: 2003: 633)، ومن ثم نجد أن الفرد يمر بمراحل متعددة في حياته مثل (الطفولة والمراهقة والرشد والشيخوخة...) وتعتبر دراسة مرحلة المراهقة هامة لأن هذه المرحلة بمثابة ولادة ثانية أو ميلاد جديد للفرد من حيث حياته وتطوره (أحمد أوزي: 2011: 9)، لذلک تلقى هذه المرحلة الاهتمام والدراسة لأنها ليست مرحلة محددة بقدر ماهي عملية حياة مستمرة ومتصلة؛ وهى فترة تختلف من حيث شدة انفعالاتها أو ضعفها باختلاف الأفراد وباختلاف بيئاتهم السوسي وثقافية وما تضعه من معايير وقيود في التمييز بين الأطفال في النمو أو ما تضعه من نماذج السلوک، کما أنها تعتبر مرحلة البحث عن الاستقلال الاقتصادي والاندماج في المجتمع الذي لا تتوسطه العائلة، فتظهر المراهقة کمرحلة انتقالية حاسمة تسعى إلى تحقيق الاستقلالية النفسية والتحرر من التبعية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تغيرات على المستوى الشخصي (محدب رزيق: 2012: 107)، وهذه المرحلة تظهر سلوک وتصرفات المراهق من خلال إطار محدد يتفق وينسجم مع المبادئ والقواعد التي يؤمن بهابقية أفراد المجتمع والتي تتمثل في مجموعة المبادئ التي تعمل على احترام المراهق لنفسه وللآخرين ولقيمه التى يتميز بها (حنان حسين: 2004: 11) فکذلک اتفق جميع العلماء والباحثين على أهمية دراسة قضايا المراهقين والعمل على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتوسيع معارفهم وتعزيز اتجاهات همومهاراتهم الحياتية (سليمان عزون: 2006: 3) فالمراهق يکتسب ميوله واتجاهاته وقيمه ومثله العليا من المجتمع الذي يعيش فيه أو بالأحرى نتيجة التفاعل بينه وبين هذا المجتمع من خلال ما يمر به من خبرات ومواقف کما إنه يلعب أدوار اجتماعية متعددة بتعدد المنظمات الاجتماعية التي يشارک في نشاطها (باسمولى،محمدمحمد:2004: 3)، وهو وحدة اجتماعية ونفسية وجسدية مترابطة يتحدد سلوکه من تفاعل عوامل بيولوجية ووراثية وخصائص نفسية وجسدية مع عوامل بيئية ثقافية مثل العرف والتقاليد والعادات السائدة واستجاباته المختلفة والمتنوعة مثل استجاباته اللفظية والحرکية والفسيولوجية (محمد شفيق: 2006: 6)،وأن هناک ضرورة لبناء المراهق متوازناً ومتطوراً من جميع الوحدات جسمياً وعاطفياً وجمالياً وإنسانياً کي يکون هذا الإنسان بشخصيته المنسجمة لبنة حية فعالة في بناء مجتمعه (سعيد القاضي: 2004)، وأن القيم والأساليب السلوکية والاتجاهات من الأساليب الأساسية في تکوين شخصية الفرد التى ترمي جذورها إلى التدريب على مهارات الحياة اليومية والأنشطة المرتبطة بها، من خلال التربية الأسرية يمکنها القيام بدور فعال في مواجهة الظواهر التي تتحدى قيمنا وحضارتنا وذلک باعتبار أن تعليم آداب السلوک والتصرف والعادات الحسنة لا يتأتى من الأفعال الملموسة التي يمارسها الفرد، بل أن تکرار السلوک السليم يساعد على تنمية عادات حميدة مقبولة (نعمة رقبان: 2004)، کما أوصت هناء مشالى (2011) على الترکيز على اکتساب مهارات آداب السلوک من خلال ورش العمل مع زيادة البرامج الإرشادية لتنمية الوعي بأهمية آداب السلوک ، هنا تبرز أهمية دراسة مدى فاعلية برنامج إرشادي منبثق من الاحتياجات التدريبية الفعلية للمراهقين لتنمية وعى المراهقين بآداب السلوک وعلاقتها بالمسئولية الاجتماعية)محمدغيث:1996: 153)، بينما أکد کل من Bogle& Sue(1995) على أهمية العمل والمشارکة في خدمة المجتمع وتنمية المسئولية الاجتماعية لدى الطلاب وأهمية الأنشطة لتنمية الشخصية اجتماعيا،وتشير دراسة شيماء النجار (2009) نقلا عن محمد سلام (1999( أن مشارکة المراهق في الجماعات الاجتماعية من خلال الاشتراک الفعال مع أناس آخرين يعتبر تعبير عن المشارکة المجتمعية، کما يؤکد کل من زينب عبد الصمد(1999)، حسام أبو زيد (2001)أنه يوجد علاقة بين اتجاهات الوالدين وعلاقة بالمسئولية الاجتماعية لدى المراهقين.
ومن هنا اتضحت مشکلة البحث في تنمية آداب السلوک بأبعاده للمراهقين باعتباره أن مرحلة المراهقة تحتل من الأهمية موقعا خاصا لعظم أهميتها فکثرت فيها الآراء وتنوعت حولها الدراسات على مختلف التوجهات وظهرت الحاجة لتحرير أصولها ووضع منهجية التعامل معها ، وعلاقة المشارکة المجتمعية بآداب السلوک تتضح في المهارات الاجتماعية ذات الأهمية في حياة الإنسان عامة حيث هي التي تساعد يتفاعل ، ويتعاون ويشارک فيما يقومون به من أنشطة ومهام وأعمال مختلفة ، ويتخذ منهم الأصدقاء ويقيم معهم العلاقات وينشأ بينهم الأخذ والعطاء فيصبح عضوا فعالا في جماعته .
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية