رؤية حديثة لتصميم الزى التعبيري الخيالي فى ضوء الموضة السائدة

نوع المستند : الأوراق العلمية البحثية الأصلية

المؤلفون

قسم الملابس والنسيج، کلية الاقتصاد المنزلى، جامعة المنوفية، شبين الکوم، مصر

المستخلص

تلعب الأزياء دورا مهما في حياة الفرد على مر العصور ومنذ بدء الخليقة ؛ فالأزياء - کأحد عناصر الثقافة المادية - تعکس الکثير من الرموز والدلالات ؛ وهي تعد مدخلا ثقافيا لدراسة الواقع المتغير للمجتمعات. لذا اهتم الإنسان بها وتطويرها ورصد ملامحها والسياق الاجتماعي والفني المرتبط بها. ومما هو جدير بالذکر أنه لم يقتصر ارتباط الأزياء بالمجالات العلمية والفنية فحسب بل امتد إلى الخيال الذي شکل فکر الإنسان وحياته وحفزه على التغيير والتطور، ووضعه في عوالم جديدة ليصور کيفية التعامل مع المواقف والبيئات الجديدة والغريبة عن عالمه. لذا ساعد الخيال في تقديم رؤى وتصورات مبتکرة لواقع الإنسان دفعت الفنان إلى تقديمه ممزوجا بالعلم والتکنولوجيا المستنبطة من الواقع الذي يعيشه أو المستقبل المأمول الذي يتطلع إليه.
ونظرا لارتباط الخيال بمجال العروض الفنية (مسرح،سينما، تليفزيون)؛ فقد ظهرت أهمية الازياء التعبيرية التي لم تکن مجرد أحد الزخارف الاضافية فى الافلام فحسب بل أنها عنصر اساسى من عناصر القصة ذاتها ولها قيمتها العظمى فى زيادة إيضاح حرکات الممثل وتعبيراته. وقد استعملت الازياء التعبيرية فى السينما فى بادئ الامر کيفما اتفق وحسب الأحوال ولکنها تطورت حتى اصبحت ثورة تشکيلية کبرى تتکيف بالضوء والحرکة والتصوير لابراز فکرة المؤلف وطبيعة القصة وتسير فى انسجام مع روح الفيلم وتيسر للمثل تقمص الشخصية.
وضعت السينما للخيال تصورات تليق بمستوى الخيال حتى اصبح لسينما الخيال الريادة فى جذب المشاهد ليصل الى مرحلة الاقتناع بما يشاهده وذلک من خلال عناصر فنية تحول الخيال الى واقع مرئى وقد لعبت الازياء التعبيرية دورا فعالا فى رسم الشخصيات الخيالية ووصولا بالمشاهد إلى مرحلة التفاعل والاقتناع من خلال العمليات الابداعية لمصممى الازياء التعبيرية الخيالية. وبالنسبة للعلاقة بين السينما والموضة من الممکن ان نتصور مقدار ما تؤديه السينما فى سبيل انتشار الأزياء الحديثة وزيوع موضة بعينها فقد قامت أعظم بيوت الأزياء بمدينة هوليوود بعمل الازياء التى سترتديها ممثلات السينما وممثليها المشهورين وحيث ان الموضة هى فن الاناقة فى الملبس وتتصل اتصالا وثيقا بفصول السنة لذا اعتاد الامريکيين عندما يريدون ان يشهروا طرازا معينا من الموضات ان يابسوه لاحدى نجومهم الشهيرات من الممثلات وما ان يعرض الفيلم الذى ظهرت فيه الممثلة  مرتدية هذا الموديل حتى تتهافت عليه الالاف من الامريکيات بشرائها للتشبه بهؤلاء الممثلات.
ومن الممکن ان نتصور مقدار ما تؤديه الموضة للازياء التعبيرية الخيالية فى تقديم أحد الافلام فقد تستطيع الموضة بدورها استهواء اکبر عدد من الرواد واجتذابهم لمشاهدة الافلام الخيالية هذا فضلا عن أن استمرار اتصالات رجال السينما بمصممي الموضات وارتباط الجانبين ببعضهما البعض ارتباطا وثيقا وانطلاقا لافاق واسعة من الخيال الممزوج بالعلم ومستنبطة من الواقع والموضة السائدة. وقد اهتمت الدراسات السابقة بتصميم أزياء الخيال فقد قام أحمد سامى (2009) بدراسة هدفت إلى وضع السمات التشکيلية لأزياء الخيال العلمى من خلال خصائص تصميم الزى وأسس تشکيله المبنية على فهم التقنيات الحديثة والافکار العلمية والفنية لرسم زى خيالى يبرز ابعاد الشخصية، وقد توصلت الى أنه ليس بالتبعية أن الافلام الحديثة اجود وأحسن من الافلام القديمة فمن خلال الدراسةلوحظ أنه توجد أزياء تم تناولها قديما بها أبعاد فنية وتقنية أفضل من أزياء تم تناولها مؤخرا کما أن بعض انماط الازياء الحديثة هى نتاج تراکمات من تصميمات قديمة تم تناولها سابقا ولکن بخامات مختلفة. اما دراسة مروة محمد عودة (2015) فقد أکدت على دور الزى فى أفلام الخيال العلمى وما يحمله من عناصر تکنولوجية متطورة ممزوجة برؤية فنية مستقبلية جعلت من الزى عنصرا فعالا داخل العمل السينمائى. وأن عالم الخيال العلمى أخرج انماطا وظواهر للأزياء جديدة قد تکون تلک الأنماط موجودة بالواقع المعاصر والعلمى حيث مزجت بإبداعات ورؤى مبتکرة لمصممى أزياء سينما الخيال مما عزز الدور الإبداعى للأزياء لما خرجت به من تصميمات تلاءمت مع الأفکار العلمية المطروحة والتى شکلتها التقنيات الحديثة.
أيضا تناولت الدراسات السابقة دراسات خاصة بسينما الخيال وتقنياتها حيث قام مصطفى شقوير 2002بالقاء الضوء على شخصيات الخيال العلمى ودورها الإبداعى النابع من أفکار علمية ليست لها علاقة بالواقع فى ظل التقنيات الحديثة وأوضح خلال النتائج أن شخصيات الخيال العلمى غالبا ما تتسم بالغرابة حيث تتأثر بالحدث وتتفاعل معه فتتغير أبعادها المعنوية والمادية کما تتأثر تأثرا عميقا بالتطور العلمى للتقنيات الحديثة بما يخدم العمل الفني. وعن دور التقنيات الحديثة وتطور المؤثرات البصرية في العمل الفني؛ کانت دراسة صفاء زهير (2005) التي هدفت الى ابراز تلک المؤثرات کوسيلة مهمة من وسائل التعبير فى فيلم الخيال العلمى ودور المونتاج باعتباره أحد أهم العناصر الابداعية المهمة. وقد توصلت إلى أن المونتاج لم يعد يقتصر على مجرد الربط بين اللقطات والمشاهد فقط لکنه تطور دوره مع تطور التقنيات الحديثة فى فيلم الخيال العلمى وأصبح له دوره الإيجابى من خلال عمل توافق بين اللقطات الرقمية المخلقة واللقطات الحية.
اما دراسة أحمد طارق (2014) هدفت الدراسة الى ابراز الاساطير کقصص خيالية کانت دائما ترتبط بالکوارث والظواهر الخارقة للطبيعة والأساطير کأحلام اليقظة. ولأن الاسطورة حکاية لا عقلانية لذا ينبغى أن تحقق الواقع الخيالى وتبرزه من خلال عملية ابداعية تخدم القصة من خلال المناظر للمشاهد. وقد أوضحت النتائج أن الأسطورة شکلت جزءا من أساسيات الحياة الاجتماعية والثقافية معبرة عن الحقيقة المطلقة. ولأنها تحاکى تاريخا فهى تعد وحيا تجاوز قدرة وحدود البشر.
مما سبق نستخلص أن أزياء الخيال تأثرت بشکل مباشر أو غير مباشر بالتطور العلمي من اختراعات واکتشافات لذا أصبح للأزياء التعبيرية وظائف علمية وعملية متعددة؛ وانعکس ذلک على مصمم الأزياء ومعرفته بما يجرى حوله من تطور متسارع للتکنولوجيا الحديثة مع تصورات ورؤى لهذه العوالم الجديدة وخلق رؤية تشکيلية وابداعية لأزياء تحلق فى آفاق الخيال لتصل الى المشاهد بصورة يتفاعل معها وتشغل وجدانه وتحرک عقله لطموحات جديدة. کما ان سينما الخيال بدأت مع بدايات الفن السينمائى عام 1902 والسينما الخيالية ماهي إلا ترجمة سابقة لأحلام مجموعة من الفنانين لما سيفرزه العلم فى القرون القادمة متأثرين بما تم من تقدم محاولين التنيؤ بما سيؤل إليه هذا التقدم الهائل فى مجال العلوم والفنون ومستخدمين أحدث ما وصلت إليه العلوم التقنية فى تجسيد هذه الأحلام وجعلها واقعا ملموسا لجعل المشاهد يشعر بمصداقيته المطروحة ومن هنا جاءت فکرة البحث فى رؤية حديثة لتصميم الزى التعبيري الخيالي فى ضوء الموضة السائدة

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية